- اقتباس :
- ليست المشكلة في أن تحب أولا تحب، ولكن المشكلة أن يكون الحب هو محور حياتك، وغايتك في الحياة، وطموحك،
كما ذكرت في بداية مقالتي أنا لست ضد الحب، ولكنني ضد الاكثار منه والمبالغة فيه، ودعيني أكون أكثر صراحة، أنا على أقصد على وجه التحديد أن الشعوب العربية شعوب عاطفية جدا، وهذا ليس عيباً لحد معين لكن إذا تجاوزنا هذا الحد أضحى الحب ضعفاً، ومثال صغير على ذلك كيف يمكن أن يؤثر مسلسل أو فيلم رومانسي على كثيرين ويحرك مشاعرهم بطريقة غريبة وعجيبة جدا، ومثال آخر أكثر وضوحاً استغلال (الشحادين) للعاطفة الموجودة لدى العرب في الشحدة حتى أضحت مهنة، وأمر أخر أجده خطيراً جداً على سلامة المجتمع، وهو الدلال الزائد والعاطفة الزائدة عن الحد للأطفال من قبل الأهل، وخاصة الذكور مما يجعل هؤلاء الذكور عندما يشبون بعيدين تماماً عن الرجولة وهذا خطر على المجتمع ان انتشر، فهجومي على ليس على الحب بل على المبالغة فيه.
أما بالنسبة لأني ضد الحب في مرحلة الجامعة، فكونت هذه الفكرة بعد تجربة وتفكير عميقين، فالقليل من المنطق يخبرنا أنهما (أي الشاب والفتاة) ليسا قادرين على تحمل مسؤولية تكوين أسرة في هذه المرحلة العمرية، وبالتأكيد لا أظن أن أحداً هنا يقصد الحب بدون زواج، وإلا فهذا مجرد عبث لا طائل منه، وهذا يعود لعدة أسباب منها (المال، وأن يأخذ كل منهما فرصة عادلة في تكوين مستقبله وتشكيله حسبما يريد، والدراسة، والعمل وغيرها من الأمور) التي لن تتحقق بعلاقة حب أو حتى زواج في هذا الوقت.
لا بد أن الحب شعور جميل، وهو أجمل ما يكون بين شاب وفتاة في الجامعة، فأنا لست ضد هذا الحب، ولكن لنفكر بالعقل توقيت هذا الحب خاطئ جداً ولا طائل منه أبداً، ونهايته معروفة، ونهايته ليست مستغربة لأن الأمل في نجاحه ضئيل جدا جدا جدا وهو أقل من 1%، فأجد من الأجدىأن تحب الفتاة شاباً يعمل معها في الشركة أو المؤسسة أو في مجال عملها، فهذا الحب سيكون مثمراً وناجحاً ونسبة نجاحه عالية جدا، أما الآن في مرحلتنا العمرية من الأجدى لنا التفرغ لتشكيل شخصيتنا بالقالب الذي نريد (ولا أقصد هنا الشخصية في الجوانب الحياتية بل في الجوانب العلمية) وتحديد هواياتنا والبحث عن ابداعتنا الكامنة في أنفسنا فلكل منا موهبة يجب عليه أن يجدها ويستثمرها.
وبالنهاية أشكرك على ردودك المتميزة، التي تدفعني دائماً للإطالة لما تحمله من أفكار غزيرة ومتشعبة