تواصل وزارة الصحة العراقية مكافحتها لعدوى الكوليرا التي انتشرت عبر المحافظات الجنوبية للبلاد، حيث وصل عدد الإصابات المؤكدة إلى 68 إصابة، حسب تصريح إحسان جعفر، المدير العام لإدارة الصحة العمومية والناطق باسم غرفة عمليات السيطرة على مرض الكوليرا بوزارة الصحة.
وكان جعفر قد صرح للصحفيين في مؤتمر صحفي يوم 13 سبتمبر/أيلول بقوله: "لقد قمنا حتى الآن بتشخيص 68 حالة إصابة بالكوليرا في بغداد وغيرها من المحافظات الجنوبية، وذلك بواقع 40 إصابة في بابل 22 إصابة في بغداد، وأربع إصابات في كربلاء، وإصابة واحدة في كل من النجف وميسان".
وأضاف أن "الفِرق والمؤسسات التابعة للوزارة تعمل على مدار 24 ساعة يوميا طيلة سبعة أيام في الأسبوع لفحص كل المناطق ومعالجة حالات الإصابة بالكوليرا فور ظهورها للحيلولة دون حصول وفيات. كما استوردت الوزارة مؤخرا 540 مليون قرص تعقيم مياه وتم بالفعل توزيع عشرات الملايين منها".
وصرح جعفر بوفاة خمسة أشخاص بسبب المرض، مشيرا إلى أن الوفيات حصلت كلها خلال الأيام الأولى من انتشار المرض في شهر أغسطس/آب وذلك لعدم توجه المصابين إلى المستشفى بالسرعة اللازمة. وأضاف أن "الوعي بالكوليرا قد ارتفع الآن بين الناس وبدؤوا يبادرون بالتوجه إلى أقرب المؤسسات الصحية [فور إحساسهم بالأعراض] مما ساعد على الحيلولة دون حدوث المزيد من الوفيات. نطالب كل الناس بالتأكد من استعمالهم لمياه شرب آمنة".
انتقادات الحكومة
وجه بعض الخبراء انتقادات شديدة للتوصيات الصحية التي قدمتها السلطات للمواطنين في هذا الخصوص. حيث قال إسماعيل محمد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بابل، أن توصيات الحكومة للسكان ستزيد من العبء الاقتصادي الذي يعانون منه لأنهم سيضطرون إلى دفع المزيد من المال لشراء مياه معبأة أو الحصول على الوقود لغلي المياه. وأضاف أن "الكوليرا مرض مستوطن بالبلاد ويجب أن يتم إيجاد حلول حقيقية تعالجه من الجذور بدل الإجراءات المتسرعة التي يتم اتخاذها كلما ظهر المرض".
الكوليرا مرض مستوطن بالبلاد ويجب أن يتم إيجاد حلول حقيقية تعالجه من الجذور بدل الإجراءات المتسرعة التي يتم اتخاذها كلما ظهر المرض
كما ناشد محمد الحكومة بضرورة الشروع في إعادة تأهيل شبكات المياه والصرف الصحي المتدهورة بالبلاد أو على الأقل محطات تعقيم وتطهير المياه الموجودة في المناطق الحضرية حيث الناس أكثر عرضة للمرض. وأشار إلى ضرورة وجود تعاون بين كل الوحدات الحكومية المعنية بالتعامل مع المرض من أجل ضمان مراقبة وتحسين أداء محطات المياه والصرف الصحي بدل "الاكتفاء بتبني إجراءات تقليدية مؤقتة كإرسال حاويات مياه الشرب أو توزيع حبوب تعقيم المياه في المناطق المتضررة".
الإستراتيجية طويلة الأمد لمنظمة الصحة العالمية
ألقت وزارة الصحة العمومية ومنظمة الصحة العالمية يوم 11 سبتمبر/أيلول باللوم في انتشار مرض الكوليرا على البنية التحتية المتدهورة لشبكات توزيع المياه والصرف الصحي بالبلاد، وطالبت بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسينها. حيث أفادت منظمة الصحة العالمية في تصريح صادر عنها أن "التجربة أظهرت أن الوقاية طويلة الأمد من الكوليرا تعتمد على القدرة على الحصول على المياه الآمنة وعلى توفر أنظمة الصرف الصحي الملائمة للحيلولة دون تعرض الناس للمرض وإيقاف العدوى. لذا، فإن تحسين البنيات التحتية لشبكات توزيع المياه والصرف الصحي يعتبر الهدف طويل الأمد لمنظمة الصحة العالمية وشركائها في العراق. أما في حالات انتشار المرض، فإنه يصبح من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة مثل تعقيم المياه على مستوى الأسر ونشر الوعي والتثقيف الصحي".
والكوليرا هي مرض معوي ينتشر عن طريق المياه الملوثة، ويمكنه أن يسبب إسهالا حادا قد يؤدي في الحالات القصوى إلى جفاف قاتل. ويمكن تفادي المرض عبر معالجة مياه الشرب بالكلورين وتحسين العادات الصحية.