حملة عنصرية أمريكية ضد مدرسة سعودية بفرجينيا بحجة ترويج التعصب
واشنطن- أمريكا إن أرابيك
شن عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي، المعروفين بمواقفهم العدائية من الدول العربية والإسلامية، بالتضامن مع اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية، حملة تهدف إلى إغلاق مدرسة سعودية في فرجينيا، وإلزامها السماح بإخضاع مناهجها للمراجعة، إلى جانب إيجاد آلية لمراقبة تنقيح الكتب المدرسية السعودية، بحجة أن المناهج السعودية "تروج للتعصب الديني، والعنف المبني على الدين".
وكانت اللجنة، وهي هيئة شبه حكومية مرتبطة باليمين الديني الأمريكي، نشرت تقريراً دعت فيه لإغلاق المدرسة السعودة، متحججة بأن ذلك يأتي "لضمان فحص الكتب بشكل علني، لتحديد ما إذا كانت النصوص المتسخدمة في "الأكاديمية الإسلامية السعودية"، وهي مدرسة تابعة للحكومة السعودية، تقع في شمال ولاية فرجينيا، تشجع على العنف أو التمييز أو التعصب، بناء على الدين والاعتقاد، أم لا"، وفق ما أشار التقرير الذي نشرته وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك" الخميس 12-6-2008.
وانضم عدد من أعضاء الكونجرس المعروفين بمواقفهم العدائية من الدول العربية والإسلامية، إلى اللجنة في انتقاد السعودية في هذا الشأن. حيث تقدم النواب فرانك وولف، المعروف بقربه من دوائر أقباط المهجر، وستيف إسرائيل وأنتوني وينر، وجميعهم من أشد مؤيدي إسرائيل في الكونغرس، بمشروع قرار للكونغرس، يدعو وزارة الخارجية الأمريكية إلى الاستجابة إلى مطالبات اللجنة، وخلق آلية لمراقبة تنفيذ السعودية لعملية تحسين للمواد الدراسية.
وقال لجنة الحريات الدينية إنها طلبت بشكل متكرر الحصول على الكتب المدرسية التابعة للحكومة السعودية، وذلك في أعقاب الزيارة التي قامت بها اللجنة إلى المملكة في مايو ويونيو 2007؛ حيث قامت الحكومة السعودية بتسليم كتب دراسية تُستخدم في الأكاديمية السعودية لوزارة الخارجية، لكن اللجنة قالت إنها لم تحصل على أي تقرير عن محتوى هذه الكتب.
ومع ذلك، اعترفت اللجنة باللجوء إلى "مصادر مستقلة"، استطاعت من خلالها الحصول على 17 كتاباً مدرسياً يتم تدرسيها في الأكاديمية السعودية، وإخضاعها للمراجعة. وأشارت إلى أن مراجعة الكتب أظهر تضمنها ما وصفته بـ "بعض المقاطع المثيرة للإزعاج بشدة والتي لا تتوافق مع المبادئ الدولية لحقوق الإنسان".
وأورد التقرير أمثلة على ما اعتبرها مقاطعة إشكالية في الكتب المدرسية الحالية في الأكاديمية السعودية. ومنها ما جاء في كتاب التفسير للصف الثاني عشر أن "الله تعالي يحرم قتل الروح التي حرم الله إلا لسبب عادل..." وقالت اللجنة إن السبب العادل تم تعريفه في النص بأنه "الكفر بعد الإيمان، والزنا، وقتل المؤمن المحرم قتله عمدا".
وأورد التقرير أيضاً أن كتاب التوحيد للصف الثاني عشر يشير إلى أن "الشرك الأكبر يبيح الدم والمال"، وهو ما فسرته اللجنة بأن هذا يعني أن "المسلم يمكنه أن يأخذ حياة ومال شخص يُعتقد أنه مذنب بهذا الإثم المزعوم، وهو في حصانة".
وأضاف التقرير أنه طبقا "للتفسير السعودي للإسلام" فإن الشرك الأكبر يشمل "الشيعة والصوفية، الذين يزورون أضرحة أوليائهم كي يسألوهم الشفاعة لهم عند الله، وكذلك المسيحيين واليهود والهندوس والبوذيين".
وانتقد تقرير اللجنة الأمريكية ما جاء في كتاب"جوانب من تاريخ المسلمين الحضاري والسياسي" للصف الثاني الثانوي، الذي اعتبر أن طوائف القاديانية (الأحمدية) والبهائية، هي طوائف خارجة عن الإسلام ومعادية له. كما انتقد الإشارة في كتاب التوحيد إلى أن "اليهود تآمروا ضد الإسلام وأهله" والحديث عن قيام شخص يُدعى "عبد الله بن سبأ" بالتآمر ضد الخليفة عثمان بن عفان.
وكان تقرير سابق للجنة قد اتهم أيضا المناهج الدراسية السعودية بأنها تحض على كراهية الآخر، مشيرا بشكل خاص إلى الأحاديث النبوية الخاصة باليهود، ومن بينها حديث "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود...".
وحثت اللجنة مؤلفي الكتب على إضافة المزيد من النصوص في بعض أجزاء الكتب "لتجنب أي شعور أنها يمكن أن تشجع على العنف"؛ حيث انتقدت اللجنة تفسير بعض الآيات القرآنية بأنها تحض على "الجهاد".
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة الأمريكية للحريات الدينية هي هيئة شبه حكومية مرتبطة بالمحافظين الجدد والحركة الإنجيلية الأصولية الأمريكية. ويرأس اللجنة مايكل كرومارتي، كما تشغل الناشطة الأصولية نينا شيا منصب نائب رئيس اللجنة، كما تشغل أيضاً منصب رئيس مركز الحرية الدينية التابع لمعهد هدسون الأصولي، والذي يركز بشكل خاص على قضايا الحريات الدينية في العالم العربي والإسلامي.
وتقوم اللجنة بتقديم تقاريرها الخاصة بحقوق الإنسان والحريات الدينية لوزارة الخارجية الأمريكية والكونجرس؛ حيث يمثل هذا التقرير الذي تقوم اللجنة بإعداده سنويا مرجعية مهمة للإدارة الأمريكية والكونجرس في مواقفها بشأن قضايا الحريات في العالم. ويأتي تقريرها مع قرب انتهاء الإجازة ومن أجل "إلقاء الضوء على الإصلاحات التي ينبغي عملها قبل بدء العام الدراسي 2008-09 في الأكاديمية الإسلامية السعودية". |