زائر زائر
| موضوع: إذا كان العالم يلهو فاليابان تعمل !! الثلاثاء يونيو 10, 2008 6:41 pm | |
| إذا كان العالم يلهو فاليابان تعمل !! · محمود عبد الناصر التكريتي تتشابه الظروف والتداعيات التي واجهها العالم العربي من ويلات الحروب مع الظروف التي واجهها المجتمع الياباني إبان انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلا أن اليابان نهضت بعد الحرب العالمية الثانية، في حين أصيب العالم العربي باليأس والإحباط المطبقين من تكرار الهزيمة تلو الهزيمة والفشل تلو الآخر. التجربة اليابانية في التقدم على الصعيدين التكنولوجي والاقتصادي، تجربة تستحق الدراسة بعناية ومحاكاتها من منظور عربي، فتلك الدولة التي لا تزيد عن كونها مجموعة من الجزر محدودة الموارد والسكان استطاعت أن تنهض لتشكل محوراً رئيسياً في النظام الاقتصادي العالمي الجديد، بينما نتملك نحن من الموارد الطبيعية والقدرات البشرية الكثير، إلا أننا لم نحسن أو حتى نحاول استغلالها، وبقينا طوال أعوام مضت نبكي أمجاد الماضي الذي لن يعود يوماً، فمتى يحين للمارد العربي أن يستيقظ؟ لنصبح شركاء في النهضة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتكنولوجية مع غيرنا من الأمم والحضارات، ولنصبح منتجين بدلاً من كوننا مستهلكين نشكل في نظر غيرنا عالة وحملاً ثقيلاً ينبغي التخلص منه. والسؤال الذي ينبغي طرحه الآن، ما هي أسباب التفوق الياباني على الرغم من محدودية الموارد؟ وكيف للعرب أن يستغلوا ما لديهم من موارد وطاقات للنهضة بالمجتمع العربي؟ يمتاز الأفراد في المجتمع الياباني بتقديرهم لقيمة الوقت وهذا ما يفتقده المواطن العربي، كما يمتازون بالأمانة والصدق والإخلاص في العمل، وهذه نفتقدها أيضاً على الرغم من أن ديننا الإسلامي يحث عليها، ويكفي مراجعة تاريخية سريعة لتكشف لنا أننا حكمنا الأمم لقرون لالتزامنا بهذه الأخلاقيات التي اقتبستها الحضارات الأخرى منا وتفوقت علينا، ونحن للأسف اقتبسنا منهم كل ما هو سيء وذميم حتى بتنا في دوامة عميقة لا ندري كيف نخرج منها. ونظرة إلى الإدارة اليابانية عن كثب تكشف لنا عن الكثير، خاصة إذا ما علمنا أن العمال وأرباب العمل لا فوراق طبقية أو حواجز نفسية تفصل بينهم، فالجميع سواسية في المجتمع الياباني، ويتعاملون مع بعضهم البعض كالأسرة الواحدة، التي تحكمها علاقات وأواصر اجتماعية قوية جداً ومتماسكة، فضلاً عن إتاحة الفرصة للعمال للتعبير عن آرائهم والمشاركة في صنع واتخاذ القرار، كما يؤمن الجميع بمفهوم الرقابة الذاتية، فكل عامل في المجتمع الياباني هو الرقيب والحسيب على نفسه، مما يعطيه ثقة كبيرة بالنفس وولاء كبير للمنظمة التي يعمل بها، فضلاً عن قانون العمل مدى الحياة، وابتكار مفهوم حلقات الجودة، حيث يجتمع رئيس الفريق مع الأعضاء للتباحث حول المشاكل التي تواجه المنظمة، والتوصل إلى أنجع الحلول لمواجهتها وتنفيذها، مما يشعر العامل بأهميته وبأنه جزء لا يتجزأ من المنظمة. أما بالنسبة للوطن العربي، فعوامل النهضة لا تعد ولا تحصى إن عقدنا العزم على اللحاق بالركب العالمي، فلدينا الكثير من الموارد الطبيعية والحيوانية والبشرية، التي إذا ما استغلت الاستغلال الأمثل، فمن المؤكد أن ذلك سيعود علينا بالنفع الكبير، كما يجدر بنا العودة إلى أخلاقنا العربية الإسلامية، التي كلما ابتعدنا عنها اتسعت الهوة التي تفصل بيننا وبين الحضارات الأخرى، فهذه السلوكيات ليست مجرد أخلاقيات يعني الالتزام بها الحصول على رضوان الله تعالى فحسب، فهي نوع من أنواع الرقي الحضاري، ودليل على درجة وعي الأمم وعلى مدى حضارتها، كما أنها الطريقة الوحيدة لإشغال الفكر بالإبداع والتميز، والتكامل والتعاون مع الآخر باعتبار أن الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين في الصفات والأشكال والقدرات، وسخر كل منا للآخر، ليساعد كل منا الآخر ويرقى بمجتمعه ووطنه إلى أقصى درجات المجد والرقي الحضاري، فلن نصل إلى المجد إلا بالتعاون والتكاتف لتحقيق تنمية شاملة على الصعيد العربي، ويعد الاكتفاء الذاتي من أبرز العوامل التي ساعدت اليابان على التميز، باستغنائها عن المنتجات والصناعات الغربية، فأصبحت المنافسة بين المصانع والمنتجات اليابانية المحلية لتقديم أجود ما يمكن بأقل الأسعار للمستهلك الياباني، فالمصانع اليابانية تضع الولاء والانتماء ومصلحة الوطن في أولى أولوياتها، بعيداً عن المكاسب الشخصية الفردية الأنانية، فأعطت المجتمع والوطن الكثير وأجزلت العطاء، فكافئها العالم بأن تصبح الأولى عالمياً في مجال الصناعات لتتفوق بذلك حتى على المنتجات الأمريكية من حيث الأسعار والجودة على حد سواء. وعودة إلى العالم العربي، نجد أن المصانع المحلية تعاني من ضعف شديد، كما أنها تهدف إلى تحقيق مكاسب مادية ضخمة، حيث تطغى المصلحة الفردية على مصلحة الوطن، كما تمتاز بانخفاض جودة منتجاتها وارتفاع أسعارها نسبياً، لدرجة أن بعض المنتجات المستوردة أعلى جودة منها وأقل سعراً، مما دفع العديد من المواطنين العرب إلى الاستعاضة عنها بهذه السلع، مما يعد مؤشراً خطيراً في ظل ازدياد الاعتماد على المنتجات الغربية، الأمر الذي يجعلنا تابعين غير مستقلين، ومستهلكين غير منتجين، ننظر من بعيد على القطار الذي قد يفوتنا وربما فاتنا، ونأمل اللحاق به في يوم من الأيام، ولكن العالم لا يكافئ إلا المجتهدين والمثابرين، فليس هناك مكان للمحبطين والكسولين في هذا العالم الذي يمتاز بالسرعة، كما أن التغير يجب يبدأ من أنفسنا التي أصابها الطمع والشجع وتقديم المصالح الشخصية على المصلحة العامة، وذلك مصداقاً لقوله تعالى: "لن يغير الله ما في قوم حتى يغيروا ما في نفوسهم". |
|
MoDi BaRg مدير تنفيذي
عدد الرسائل : 7080 العمر : 36 التخصص : A.I.S المـــــزاج : النـشــــاط : حالة الدردشة : الفــــريـق : الأوســــمة :
تاريخ التسجيل : 28/12/2007
| موضوع: رد: إذا كان العالم يلهو فاليابان تعمل !! الخميس يونيو 12, 2008 4:52 pm | |
| da2mn aleabneen mt8dmeen bkol shi 3ndhom ra2s mal m5eef 3ndhom msan3hom w bsadro la kol al3alm w sna3athom bnshhdlha thx m7mod | |
|