اليكم القصة
كان أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي يحرص على أموال الدوله فأشترط شرطا على رابطة الأدباء
انه لا يعطي مالا لشعر إلا لقول الشاعر أما إذا كانت من منقوله – محفوظ من قبل – لا يعطي عليه شيء .
والخليفة يحفظ القصيده من أول مره وعنده غلام يحفظ القصيده من مرتين وعنده جاريه تحفظ ألقصيده من ثلاث .
فيأتي الشاعر المسكين وقد نظم قصيدة طويلة طول الليل :
الشاعر : السلام عليك يا أمير المؤمنين .
الخليفة : وعليكم السلام .
الشاعر : أنا شاعر فحل .
الخليفة : ما فحولتك .
الشاعر : نظمت قصيدة طويلة .
الخليفة : إذا كانت من قولك أجزناك عليها .
الشاعر : نعم من قولي .
الخليفة : قول .
فيقول قصيدته ثم يقول الخليفة :
الخليفة : كأني احفظها منذ زمن بعيد .
ويقولها له فيتعجب الشاعر .
الشاعر يكلم نفسه : توارد الأفكار في بيت أو بيتين إما ألقصيدة كلها كيف حدث هذا .
الخليفة : لا وهناك غيري , احضري فلان .
فيحضرون الغلام .
الخليفة : هل تعرف قصيدة فلان ؟
الغلام : نعم , فيقولها .
الشاعر : ها!!!
الخليفة : لا وهناك ... احضري فلانه .
فتأتي ألجاريه .
الخليفة : تحفظين ؟
ألجاريه : نعم , فتقولها .
الشاعر : لا .... أنا لست بشاعر .
ويذهب.. وهناك في مكانهم يجتمعون , وفي أعماق الحزن يتشاكون ويتلاومون , فجاءهم الأصمعي .
الأصمعي : مالكم يا قوم .
الشعراء : ألا ترى ما نحن فيه , ألا ترى ما بلغنا , نكتب القصيدة طول الليل من بنيات أفكارنا ثم نكتشف أن ثلاثة يحفظونها قبلنا .
الأصمعي : هل حدث هذا .
الشعراء : نعم .
الأصمعي : أين .
الشعراء : عند أمير المؤمنين .
الأصمعي : اااه إن في الأمر مكر وحيله , دعوا الأمر لي .
فقام و نظم قصيدة ملونة الموضوعات التقت فيها بعض الكلمات ثم تنكر حتى لا يعرف ,
لبس ملابس الأعراب جعل شعره جدائل و أوقفها كالقرون ثم ربطها بعصابة و لبس جلد شاة وجر ناقته خلفه ودخل المجلس حافيا .
الأصمعي : السلام عليك يا أمير المؤمنين .
الخليفة : وعليكم السلام .
الأصمعي : أنا شاعر من أعراب الموصف .
الخليفة : تعرف الشروط .
الأصمعي : نعم , إن كانت من قولي أعطيتني وزن الذي كتبته عليها ذهبا , وان كانت من منقولي لا تجيدني عليها شيء .
الخليفة : صدقت , قل .
واسترخى الخليفة .
قال الأصمعي
صوت صفير البلبلي ... هيجا قلبي الثملي
الماء والزهرو معا ... مع زهر لحظ الموقلي
وانت يا سيدلي ... وسيدي و رمولالي
فكم فكم تيمولي ... غزيلون عقيقلي
قطفته من وجنة ... من لفن ورد الخجلي
فقال لا لا لا لا لا ... فقد غدا مهرولي
اراد الخليفة أن يحسب الأت فإذا هي أكثر من ثلاث .
و الخوذ مالا طربا ... من فعل هذا الرجلي
فولولة و ولولة ... ولي ولي يا ويلالي
فقلة لا تولولي ... وبيني الؤلؤلي
قالت له حين كذا ... انهض وجد في النقلي
وفتية سقوناني ... قهوة كالعسالالي
شمامتها بانفي ... ازكا من القرنفولي
في وسط بستانين حولي ... بزهر و السرولولي
والعود دن دن دنالي ... و الطبل طب طب طبلي
طب طبطب طب طبطب طبطبلي
والسقف سقسقسقلي ... و الرقص قد طاب الي
الخليفة يحاول أن يجمع ذاكرته ما استطاع .
شوى شوى والشاهشو ... على ورى لفرجلي
وغرد القمري ... يصيح ملالن في ملالي
ولو تراني راكبا ... على حمار اهزلي
يمشي على ثلاثة ... كمشية العرنجلي
والناس ترجم جملي ... في السوق في القرقلالي
والكل كعكعكعيكاع ... خلفي ومن حويلالي
لكن مشية هاربا ... من خشية العقنقلي
الى لقاء ملك ... معظم مبجلي
يأمرني بخلعة ... حمراء كدمدملي
اجر فيها ماشيا ... مبغديدا لذيلي
انا الاديب الالمعي ... من حي ارض الموصلي
نظمت قطعا زخرفة ... يعجز عنها الادبولي
اقول في مطلعها ... صوت صفير البلبلي
حصر الخليفة ذاكرته ما طلع له لا طنطلالي ولا بنبلالي .
الخليفة : يا غلام .
وإذا الغلام ............
الخليفة : يا جاريه .
ألجاريه : لا والله ما سمعة بها قط يا أمير المؤمنين .
الخليفة : يا أعرابي احضر ما كتبته عليها لنزنه و نعطيك وزنه ذهبا .
الأصمعي : ورثة عامود رخام من أبي , نقشة عليه القصيدة نقشا وهو على ظهر الناقة لا يحمله إلى أربعه من الجنود .
فنهار الخليفة , وجيء بالعامود و الناس تنضر ووضع بالميزان واخذ كل ما في ألخزنه .
وزير الخليفة : أوقفه يا أمير المؤمنين والله ما اظنه إلى الأصمعي .
الخليفة : ابعد اللثام عن وجهك أيها الأعرابي .
الوزير : أتفعل هذا بأمير المؤمنين .
الأصمعي : أنت بذاكرتك قطعت رزق الشعراء يا أمير المؤمنين .
الخليفة : اعد ما في ألخزنه .
الأصمعي : لا أعيده .
الخليفة : أعده .
الأصمعي : بشرط , أن تعطيهم على قولهم أو منقو لهم .
الخليفة : قبلت
موضوع: ** الاصمعي والخليفة العباسي** 
الأحد أكتوبر 07, 2007 12:39 pm
