تصور فنانة فلسطينية النكبة التي تعرض لها الفلسطينيون بقيام دولة إسرائيل باستخدام ستين لوحة من الشوكولاته تعبر كل لوحة منها عن سنة من سنوات النكبة الستين.
وقالت الفنانة الفلسطينية رنا بشارة بينما كانت تقف وسط لوحاتها المعروضة في حوش الفن في القدس يوم الاثنين لرويترز إن معرضها (تاريخ معصوب العينين) هو "تعبير عن الذاكرة الشخصية والسياسية والتاريخية كما عبر عن نكبة 1948 حيث يستمر التهجير والتدمير كما يحدث الان في غزة."
ومعرض بشارة الى جانب معرضين اخرين الاول للفنانة الفلسطينية ميرفت عيسى (التابوت) والثاني للفنانة الفلسطينية ساندي هلال (غرفة الاحلام) يشكل (مثلث ذاكرة) افتتح الاسبوع الجاري ضمن فعاليات احياء ذكرى النكبة الفلسطينية ويستمر حتى الخامس من ابريل نيسان.
تهدي بشارة وهي من مواليد ترشيحا في الجليل الاعلى 1971 المعرض الى والدها "الذي عايش النكبة وهجر مرتين على يد الة التطهير العرقي .. كما اهدي هذا العمل الى روح الفنان ناجي العلي والشهداء الفلسطينيين".
ويتكون معرض (تاريخ معصوب العنيين) من ستين لوحة زجاجية على كل لوحة صورة فوتوغرافية من ماساة الشعب الفلسطيني قامت بشارة بطباعتها على لوح الزجاج باستخدام الشوكولاته المرة التي تبدو كالدم الجاف على الزجاج.
وتتنقل بشارة في الصور التي حصلت عليها من مواقع مختلفة على الانترنت بين صور النكبة الاولى التي تظهر الفلسطينيين وهم يتركون ديارهم ويرحلون في حرب عام 48 وسكنهم في الخيام مرورا بالانتفاضتين الاولى والثانية وما فيهما من صور للعنف والتنكيل بالفلسطينيين واخرى للضحايا وخصوصا الاطفال منهم.
وترى بشارة ان استخدام الشوكولاته في لوحاتها يمكنها من تجميد لحظات التاريخ "الطبقة الرقيقة التي تتركها طباعة الشوكولاته على الزجاج تشبه الدم الجاف على شريحة المجهر والزجاج يرمز الى الشفافية ويتيح رؤية الصور من اي زاوية تنظر اليها سواء كان من الامام او الخلف في وقت يعصب العالم عينيه عن رؤية المأساة الفلسطينية المستمرة منذ ستين عاما."
وتوضح بشارة ان في استخدام الشوكولاته تعبيرا عن شوقها لبراءة الطفولة المسالمة "الى زمن غافلنا لنصحو منه كبارا مدركين لمرارة الاحتلال وممارسته اللانسانية والشوكولاته هنا كرمز للحداد مع انها شوكولاته لكن طعمها مر توثيقا للمأساة التي لا زلنا نعيش".
وقالت بشارة انها وجدت صعوبة بالغة في اختيار ستين صورة تعكس مأساة الشعب الفلسطيني في الذكرى الستين لنكبته في معرض بدأت العمل فيه منذ العام 2003 وفي كل عام تضيف له لوحة جديدة بمناسبة ذكرى جديدة للنكبة "كل يوم نعيش نكبة".
وتسعى بشارة لنقل معرضها الى عدد من المدن الفلسطينية بعد ان عرض خلال السنوات الماضية في عدد من المدن الامريكية والاوروبية "اتمنى ان اتمكن من عرضه في غزة كي يشعروا بالتضامن معهم".
وتستحضر بشارة في معرضها عددا من رسومات ناجي العلي الذي ترى فيه فنانا استشرف المستقبل وقالت "من بين اللوحات التي اخترتها لناجي العلي كانت صورة لحنظلة وهو يرفع القلم لانه سيبقى شاهدا على التاريخ."
وقالت روان شرف مديرة حوش الفن "يستضيف معرض مثلث ذاكرة اعمال ثلاث فنانات عالجن هذا الموضوع /النكبة/ بذكاء وحساسية وابداع وليطرح ثلاثة جوانب اساسية تتعلق بتاريخ الشعب الفلسطيني لتشكل مثلثا لذاكرة التهجير والموت والاحلام."
في معرض (التابوت) للفنانة ميرفت عيسى يجسد صندوق التابوت المغطى بلوح زجاجي وعليه قطع من خشب الزيتون التي وضع اسفلها وثائق حكومية اسرائيلية واوامر عسكرية الى المواطنين الفلسطينيين والى جانبه مجموعة من المناديل القديمة والصرر (قطعة من القماش لف بها الفلسطينيون عددا من اغراضهم عندما هاجروا وشكلت رمزا من رموز النكبة) اشارة الى ما حمله الفلسطينيين معهم عندما هاجروا.
وقالت شرف "هذا التابوت هو جزء من مشروع متكامل تروي فيه ميرفت عيسى قصة الرحيل والموت الشخصية والجماعية وتحديدا قصة تهجير قريتها برعم."
وتقدم ساندي هلال عرضا لاحلام خمسين فلسطينيا من اعمار مختلفة يعيشون داخل اسرائيل او الضفة الغربية وغزة والشتات "الذين تترواح بين حلمهم في حرية الحركة وان تكون لهم دولة او العيش كباقي الناس."