من إنجازات دائرة الآثار العامة ومتحف الآثار الأردني وجمعية أصدقاء الآثارمشروع الفن الإسلامي في حوض البحر المتوسطDiscover Islamic Art In The Mediterraneanwww.discoverislamicart.org إعداد: ديانا دودو.
انتهت دائرة الآثار العامة وجمعية أصدقاء الآثار من إنجاز مشروع دولي ضخم يبحث في الفن الإسلامي في حوض البحر المتوسط, وقد زودتنا بالمعلومات السيدة "عائدة نغوي" مديرة متحف القلعة.
دائرة الآثار العامة هي من أولى الدوائر التي تم إنشاؤها في الأردن في العام 1923م في مدينة جرش, أنشأها البريطانيون وأول مدير للدائرة هو السيد "لانكستر هاردينغ" وهو الذي أنشأ متحف جبل القلعة, بالطبع تطورت الدائرة مع مرور السنوات وتعددت مجالات عملها في المحافظة على الآثار والمواقع الأثرية, إكتشاف المواقع الجديدة, صيانة وترميم الآثار, حفريات, مسوحات, نشر الأبحاث والدراسات والتقارير وبالطبع بناء المتاحف.
أفتتح متحف القلعة في العام 1951م وهو أول متحف تم بناؤه في الأردن لتلك الغاية, يحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية التي تنتمي لكل العصور التاريخية التي مرت على الأردن على الإطلاق ومنها تماثيل حجرية وفخاريات وتوابيت وقطع زجاجية وحلّي متنوعة وعملات مختلفة وواحدة من مخطوطات البحر الميت (قمران) والعديد من القطع النادرة التي يأتي لزيارتها عدد كبير جداً من السياح الأردنيين والعرب والأجانب, هذا بالإضافة للمباني الخارجية التي تشكل الموقع الأصلي لجبل القلعة ومنها القصر والمباني الأموية والكنيسة البيزنطية ومعبد هرقل الذي يتوسط الساحة المقدسة ويعود للقرن الثاني الميلادي والكثير من الآثار الأخرى.
أما بالنسبة للمشروع الجديد فهو "الفن الإسلامي في حوض البحر المتوسط" هو مشروع عالمي ضخم أثرى علم الآثار بمعلومات ممتدة عن الفن الإسلامي, وهو مشروع تبنته منظمة "متحف بلا حدود" وقد تم إنجازه بتعاون من دائرة الآثار العامة ومتحف الآثار الأردني وجمعية أصدقاء الآثار وهو مشروع عربي أوروبي مشترك يبحث في الفن الإسلامي في منطقة حوض البحر المتوسط وقد عُقد العديد من المؤتمرات حوله في عدة مدن في العالم منها برلين وواشنطن.
وقد شاركت في المشروع أربعة عشر دولة هي:-
الدول العربية: الأردن, سوريا, فلسطين, مصر, تونس, الجزائر والمغرب.
الدول الأوروبية: بريطانيا, اسبانيا, البرتغال, ألمانيا, إيطاليا, تركيا والسويد.
والأفراد المشاركين من الأردن هم رئيس جمعية أصدقاء الآثار الدكتور محمد النجار, السيد غازي بيشة, السيدة عائدة نغوي والعديد من أمناء المتاحف في الأردن.
بدأ العمل فيه في عام 2004 وانتهى العمل في عام 2007, وهو عبارة عن إنشاء ما يعرف أو "المتحف الإفتراضي" عن طريق الإنترنت, وهو مشروع ذو شقين: "Virtual Museum"
1: موقع إلكتروني, 2: معارض.
وهو موقع شاركت في إتمامه جميع الدول المشاركة ويمكن الدخول إليه باستخدام واحدة من سبع لغات يتوفر من خلالها الموقع.
يضم المشروع 1235 قطعة أثرية ومبنى أثري ومواقع أثرية من 14 دولة وأكثر من 40 متحف, والفترات التاريخية تمتد من العصر الأموي والعباسي والفاطمي والمملوكي والعثماني, هذا بالإضافة إلى سرد تاريخي كامل لكل قطعة وموقع ومبنى ومعلومات شاملة عنها بطريقة علمية في غاية التنظيم.
كل دولة شاركت بخمسين قطعة أثرية مع التركيز على الفترة التاريخية التي تمثلها كل دولة, وكل دولة زودت الموقع بمعلومات شاملة وصور متعددة عن القطع والمواقع وتشمل المعلومات أصل القطعة والموقع الذي تنتمي إليه وسنة اكتشافها وكيفية صنعها ومعلومات شاملة للمهتمين بالقطعة إضافة إلى إمكانية ربط القطع المتشابهة والبحث عنها والإطلاع عليها ببساطة من خلال الشاشة رغم وجودها في دول أخرى.
تكمن أهمية المشروع في أنه أول مشروع من نوعه يتمكن من الربط المباشر بين القطع والمواقع الأثرية الإسلامية وإمكانية الإطلاع عليها بطريقة سهلة وربطها مع القطع المشابهة لها بالإضافة إلى كمية المعلومات الهائلة التي يضّمها الموقع مما يجعله يشكل موسوعة شاملة للفن الإسلامي في حوض البحر المتوسط هذا بالإضافة إلى سهولة الدخول إلى الموقع والإستفادة من المعلومات الموجودة فيه, وهذا أمر في غاية الأهمية بالنسبة لدارسي الآثار والباحثين والمهتمين وحتى هواة الإطلاع على الآثار لأنه يوفر معلومات هائلة مصنّفة وشاملة عن الفن الإسلامي بالإضافة إلى أن المعلومات متوفرة بسبع لغات تتيح للباحث الحصول على النص الذي يحتاج باللغة التي يطلبها.
مثّلت الأردن وألمانيا العصر الأموي كون الأردن يحتوي على عدد كبير من الآثار الأموية من المباني والقطع المختلفة وألمانيا تملك واجهة قصر المشتى الأموي الذي أهداه السلطان عبد الحميد لألمانيا في عام 1904م.
و لقد صدر كتاب مرافق للمشروع "اكتشف الفن الإسلامي في حوض البحر المتوسط" وهو متوافر بسبع لغات أيضاً وبطباعة ممتازة وقد صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر وعن هيئة "متحف بلا حدود".
وهذه فكرة بسيطة عن الكتاب:- "السلالات الإسلامية الحاكمة الكبرى في حوض البحر المتوسط, جنباً إلى جنب مع تراثها الفني والثقافي المبهر, هي أبطال هذا الكتاب, ثمّة تسعة وثلاثون باحثاً وأمين متحف, وخبيراً في التراث الثقافي, من 14 بلداً في أوروبا, وشمال افريقيا, والشرق الأوسط, قاموا بتأليف الفصول ال22, التي تأخذ القارئ إلى البلدان ال13, ذوات التاريخ الإسلامي, منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم, إلى نهاية السلطنة العثمانية في 1341ه-1922م.
وهذا الكتاب عمل جماعي, كُتب لجميع أولئك الذين يرون أن التاريخ ليس أحادياً, بل هناك عدد من التواريخ يوازي, أقلّه, عند الشعوب الموجودة, تقوم فكرة هذا الكتاب على الرغبة في العمل على إيجاد فهم أدّق, وبالتالي أسلم, للإسلام عبر تقديم وجهات نظر مختلفة, في مجال التاريخ والفن والثقافة."
أبواب الكتاب هي:-
(الفن الإسلامي في المتاحف- سفراء الحضارة), (حوض البحر الأبيض المتوسط قبل الفتوحات الإسلامية), ( النبي والخلفاء الراشدون), (الأمويون- العاصمة الأولى دمشق), (الزخرفة بالرسوم), (العباسيون- الدولة الإسلامية الأولى), ( إجتياح الغرب- عاصمة الأمويين في الأندلس قرطبة), (الخط-أسمى فنون المسلمين), (صقلية الإسلامية والنورماندية), (الفاطميون), (النساء والسلطة في حوض البحر المتوسط الإسلامي), (الغرب الإسلامي بعد الأمويين), (الهندسة الإسلامية- فلسفة الفضاء), (المغرب الأوسط), (الماء في الإسلام), (فن المدجّنين), (الحقبة الأيوبية), (الحج في الإسلام), (المماليك), (العلوم والموسيقى), (العثمانيون), (صور عاكسة للفردوس), (تأثيرات الغرب في آل عثمان).
ختاماً:-
يعد مشروع الفن الإسلامي في حوض البحر المتوسط من المشاريع المهمة التي من الواجب أن يشار إليها بالبنان لأن المشروع قدم معلومات هائلة وفائدة لا يمكن حصرها في مجال الآثار والفن الإسلامي في حوض البحر المتوسط, وهذا يعطيه القيمة العظمى بالنسبة للباحثين ودارسي الآثار وأي شخص يجد لديه الرغبة في المعرفة والإطلاع على عظمة الفن في الإسلام في مختلف المناطق والعصور.