هو في بداية نفق مظلم لا يعرف الى أين ومتى نهاية هذا النفق.. اصبح يتخبط بالظلمات، هو الآن يبحث عن هوية
ضائعة له، هويته الشخصية... هويته القومية... هويته كانسان ضاقت به الدنيا واطبقت على صدره..
صدقا هو لايعرف مبتغاه وان كان يعرف فقد انسته هذه الدنيا المظلمة ذلك الطريق الذي يسير عليه كلما حاول ان يهتدي
للصواب اصبح على عينيه غشاوة..
صمت... والصمت بلاغة العقلاء.. ثم ما لبث ان سأل نفسه هل يمكن للشمس ان تغطى بغربال..
فجأة وهو يتخبط في النفق المظلم اصطدم بصخرة على ما يبدو انها الواقع... بددت سحابة خوفه وجلس بجانبها وهو في حزن
وفرح متلازمين... ورأى بصيص من الضوء بعثر من حوله الظلمة حاول ان يهتدي به كأنه العصا التي يتكأ عليها..
ما زالت الغشاوة على عينيه ولكن استمر في المسير الى ان وصل الى نهاية النفق..
شهق فرحا بما رآه وبما وصل اليه فذرف الدمع ورفع الأكف ونادى خالقه قائلا.. يا رب سألجأ لك بالدعاء فنفسي هم وغم وحالتي
ازدراء.. اشرح لي صدري ويسر لي امري فإني اعلم انك سميع تجيب الدعاء..
مسح الدموع التي انسابت على ثنايا محياه وانطلق ليقول للناس اجمعين من هو...
لقد عرف مبتغاه انه فعلا هو...