هل نجح المجتمع الأردني في تربية الاناث وفشل في تربية الذكور؟

قبل أيام اجتمعت مع زملائي الشباب والصبايا من مختلف الأعمار، وشاءت الأقدار أن نتناقش حول سبب ارتفاع نسبة الاناث مقابل الذكور في التعليم العالي (60% في الجامعات الحكومية بشكل عام، و80% في الجامعة الأردنية لوحدها) فطرح كل شخص منا رأيه في الموضوع وتراوحت الآراء بين أن الاناث تهتم بالدراسة أكثر من الذكور، ومنهم من قال الضغوط التي يمارسها الآباء على البنات أشد بكثير لأن الفتاة في المجتمع العربي بشكل عام تشكل شرف وسمعة العائلة، أما الذكر لو أخطئ لا يسيء لشرف وسمعة العائلة، وفي النهاية طرح أحد الشباب رأياً لم نستطع الرد عليه وفيه جانب كبير من الصحة "المجتمع الأردني نجح في تربية الاناث وفشل في تربية الذكور" وهنا طبعاً لا يقصد الجميع لكن أغلبية الشباب للأسف هم إما منحرفون أو على طريق الانحراف، وذلك لغياب الرقابة الأبوية والأسرية.

قد تكون حوى ظالمة في كل شيء، إلا أنها في هذه حالة تعتبر مظلومة، بالفعل العديد من العادات والتقاليد والتشدد الذي يفرضه الآباء على بناتهن فيه ظلم كبير، وبالمقابل أخوانهن الشباب (على الأغلب وليس دائماً) لديهم حرية مطلقة في ارتكبات المنكرات والمعاصي بدون حسيب أو رقيب بحجة أنه ذكر، قد يسبب هذا الشيء عقداً نفسية للفتيات نتيجة الضغط أو قد يشكل تحدياً لتبرز في المجتمع وتنجح في دراستها ويعود عليها بالخير، وهذا على الأغلب ما يحصل الآن.

يجب علينا أن نقف في وجه هذا الخلل الحاصل، وإلا سيأتي علينا يوم نجد رواد الجامعات من طلاب العلم من الإناث فقط !!!

أدعو إلى تطبيق الرقابة من قبل الأهل على الذكور أيضاً، وعدم التشدد بها، وتطبيق المساواة في المعاملة والرقابة لكل من الذكر والأنثى وعدم التمييز بينهم، بحجة العادات والتقاليد التي دمرت حياتنا وزادت من الفجوة بين الذكر والأنثى، يؤسفني أن تعلموا أن بعض الأشخاص في كليتنا (بدون ذكر أسماء) يحتسون الخمر والميسر، ويركتبون بعض المنكرات والكبائر، وهذا ليس في كليتنا فحسب، فما يحصل في جامعات أخرى أمر وأعظم ولا أريد الخوض في التفاصيل فأظن أن الجميع يعرف ما أقصده.

حان الوقت لمعاملة الأهل لأبناءهم باعتدال، والمساواة في المعاملة بين الذكر والأنثى، وأستعرب أن تطالب المرأة بحقوقها بأمور تافهة، ولا تطالب بحقها في موضوع هام مثل هذا، اذن هي ثورة على العادات والتقاليد البالية ينبغي علينا القيام بها لإعادة التوازن إلى العملية التعليمية، ولكي لا نجد جامعاتنا تحوي الاناث فقط في يوم من الأيام !!!